ترانيم

سأنظم قصيدة من شِعر
أولها احبكِ
وأوسطها أحبكِ
وآخرها احبك حتى انتهاء العمر
وسأكتب مجلدا من نثر
في مقدمته سأصف
كيف يطلع من عينيكِ الفجر
بهي الطلعة
لا يتصوره عقل ولا فكر
كيف أن الشمس حين تبزغ
أمام عينيكِ صِفرٌ ... صِفر
كيف أن كحل عينيكِ
يجعلني مفقودا للأبد
ما بين السطر والسطر
كيف أن جفنيكِ حينما على بعضهما يطبقان
تنتهي الرحلة
ويصلب ما يسمى بالسفر
سأكتب أن
عينيكِ للنهار مقر
وأن رمشيكِ لليأس قبر
أما موضوع مجلدي الرئيسي
فعن شفتيكِ اللؤلؤتين
الحارقات كالجمر
للتين لأجلهما فقط قدمت لله الشكر
للتين لأجلهما صمت
عن شفاه النساء
ألف دهر
شفتاكِ احتمال لا يكتب
ولا يقرأ
لا يرسم أو يصور
شفتاكِ بركان يثور
كل يوم
فيحرق جسدي
ويشتعل القلب في الصدر
الرحمانيتان ... الإلهيتان
عبق الزهر
مِسكٌ وعنبر
خمرٌ
وما أحلى منه السكر
خمرٌ
وما أروعه من خمر
وربكِ ... وأسمك وأعظم بالقسم
لو شربت من شفتيكِ
نهرٌ لا بل بحرُ
لظللت ظمآنا طوال العمر
شفتيكِ أعظم أمر
وسأكتب في مجلدي عن خديكِ
كيف ينام عليهما الحرير
كيف تحط عليهما العصافير
كيف أغفو عليهما
حتى أصبح زمهرير
كيف أني لما ألمسهما
فوق الغيم أطير
وأرى العلم جدا صغير
هذان الوارفا الظِلالِ
المليئان بالكنوز
الجاعلاني أغنى أغنياء العالم
رغم أني فقير
أما شعركِ
ففكرة خلود وبقاء
لما نسجه الله
نسي الكون الشقاء
كل شيء صار أحلى
وتلونت بلونها السماء
وتشكل الليل
وأستقر القمر
وأستقر النجم
ورضخت لأمر ربها الأشياء
وجنة صدركِ أنهار خمر
لبنٌ شهيٌ .. شهدٌ رائع الطعم جميل
آخذ نزهة ممتطيا صهوة جوادي الأصيل
وأرتاح في ظلال ناهديكِ
يا له من ظل ظليل
ناهديك دوائي لما أصير عليل
ناهديكِ الشامخان
الشاهقان جدا
المتكبران
يا ليتني في ظلهما الجلسة أطيل
ولكن خاتمة مجلدي حانت
فأختمه فيما قيل
وسأضيف الشيء القليل
أعذريني غاليتي لو قصرت فيما وصفت
لكنني بشر من صفتي التقصير
وكمالك لا كلام ... ولا مجلد
لا يمكن شرحه أو وصفه
مهما حاول بليغا أو شاعرا
أو رساما شهير
وأود القول :
رغم رحيلكِ أنكِ ما زلتِ
تسكنين صدري .. تشعلين فِكري
فأنا بدونكِ لا يمكن أن أصير
وشكرا ألف شكر لحبكِ
أكتبها في سطري الأخير
يا التي تحتكر النساء



ولا أقول سوى احبك
أرسلها كل صباح مع النسمات
مع الأزهار والطير والفراشات
فأغدو ويغدو حبك الموت
ولكن احبك ولو في حبك الممات