سأنتظر
الليل
أنثر فيه همومي
اشكو إليه عذابي
كعاداتي المؤلمه
سانتظر الليل
أشكو إليه السراب
وأشكوإليه الهموم
وأشكو إليه خيالاتي المظلمه
وأشكو إليه
القصيدة
والشعر
والنثر
والملحمه
سأنتظر الليل
فالليل امسى الوحيد الذي يسمع الامنيات
امسى الوحيد الذي يسمع البوح
يحزن مثلي
على مرفأ الأمسيات
يشاركني الآه
يبكي معي
ويعاني
الفراق المرير
ويمنحني الدفئ والأغنيات
سأنتظر الليل
أشكو إليه جحيم الرؤى
وجحيم الحنين إلى المستحيل
أشكو إليه الليالي الطويلة تمضي علي
قرونا
وأشكو إليه النهار الطويل
وأشكو إليه الهموم الكثيرة
والأمنيات
القصيره
والخوف
والحزن
والشوق والقشعريره
وأشكو إليه اصطباري القليل
*
**
ذات مساء تغادرني
وتغادر شرفة شوقي
بدون وداع
وأفتح عيني على الصمت
والدمع والخوف ذات صباح
ولا شيء إلا البكاء هناوهناك
ولا شيء إلا الضياع
وترحل أمي
وألف سؤال يراودني
لماذا رحلت؟
لماذا ذهبت ؟
لماذا سكت ؟
لماذا تخليت عنا ؟
لمن سنكون سواك ؟
وأي البقاع ستحضن أحلامنا
باتساع ؟
رحلت ...
وكانت عقارب عمري تشير إلى الثامنه
وكنت سأطفئ شمعه
وأحظى بلحظة حب ودفئ
وأمن ولكن حظيت بدمعه
رحلت...
وسالت على الخد دمعاتي الساخنه
وفجرت بركان حزن بجوف الطفولة
في اللحظة الكامنه
رحلت...
فما ذقت للأمن طعما
وكانت حياة الطفولة قبل رحيلك
كالبسمة الآمنه
سأنتظر الليل
فالليل أرحم بي من هموم النهار
وزحمة دمع الأسى
وانتظار الجنون
وبعد المسار
سأنتظر الليل
قد يشرق الليل بعد الغياب ببرق الأمل
وألقى به وجه أمي
فترنو الوجوه الوجوه وتبكي الدموع المقل
سأنتظر الليل
قد أتناسى وقد أستعيد به الذاكره
ربما استبيح الجنون
وأسمع بوح النجوم
وأشكو إلى نجمة ساهره
وأقرأ فوق جبين الهلال اسمها
لحظة عابره
ربما ألتقي طيفها سائرا
ربما ألتقيها هنا سائره
ربما تنفض الآه عني
وتمسح عن مقلتي دمعة حائره
****
ربما لا تحس بأوجاع عيني تللك العيون
ولا تعرف الدمع مثلي
ولم تسمع الآه قبلي
ولا يحزنون
وما جربت فقد أغلى لقاء
بأبكى وداع
وما شعرت مرة
بالاسى
بالعنا
بالجوى
او درت بالتياع
فآهٍ علي .
.. وآهٍ على مقلتي الجياع
وآهٍ على خافقي الطفل
ما ذاق حضن الحنان
وما ذاق أمن الرضاع
***
يأست ومليون يأس يغادرني منهكا
أفقت على غيبتي عن هواها
وشوقي إليها زكى
أقول غداً
وغداً يعلن الانسحاب
كأمس الذي تركا
سألت النهار الربيعي عنها
فخار هنا وبكى
وسألت الشتاء
وأجراس ذكرى الشتاء
فما من جماد حكى
تهت في حيرتي
لا السماء تحدثني كيف تأتي
ولا البحر
والشمس
والبدر
والليلكا
**
**
سأنتظر الليل
يأخذني كالجريح إلى حضنها المترقب
كي تشتفي لعنة البعد مني
فلم يبق لي في النهار شعور
ولم يبق لي فيه حتى التمني
وحتى العصافير ليس لها رغبة أن تغني
وكل الورود تراود رغبتها بالتبسم
والشمس تشرق مطعونة بالأسى
والسماء ملبدة بالحنين إلى الليل
والضوء أصبح أبن الصباح فقط بالتبني
سأنتظر الليل
والليل ينتظر الوقت
من شرفة الصبر مثلي
وخوفي من الموت قبل الغروب
يداهم قلبي وعقلي
وأغفو نهاراً أقول
(( لعلي إذا مت في الضوء يبقى إلى الليل ظلي))
وسرعان ما يشرق الليل
بالصمت
لكن شوقي لها يحضن الليل قبلي
ويترك لي خافقاً غارقاً في النهار
ولا يعرف الصمت
أو لحظة البوح
أو ساعةً للتجلي
سأنتظر الليل.. في الليل
بل أي ليل ترى
سوف يشرق عن وجه أمي
وأي المسافات يقطعها بي
إلى حضن أمي
وفي أي ساعة حزنٍ من الليل هذا
أرى وجه أمي
وفي أي لحظة سحرٍ
على أي بحرٍ
سألقي شجوني وأنثر همي
سأنتظر الليل
لست ضعيفا
لأعلن عجزي عن الانتظار وحتفي
وكل السنين اللتي قد مضت ليس تكفي
وعشرون أو أربعون ستأتي
كذا ليس تكفي
وما دمت باق على الحزن
والموت لما يضع كفه بعد في بطن كفي
سأنتظر الليل
ما دمت أشعر بالليل يأتي عليٌ
وما دمت أذكر أمي
وأشتاقها في الليالي
وما دام حزني يزف الهموم إلي
سأنتظر الليل
فالليل يعرف ذاك الظلام الذي غادرتني به
يعرف الموت
إذ زارها بعدما زرعت كفه لعنة الموت في
سانتظر الليل
سحقاً لهذا الضياء
يخبئ في جوفه الموت
عن أعين الناس
حتى يحين المساء
ويبتاع أشلائهم
بعد أن مكن الموت منهم بلا رحمةٍ وبلا كبرياء
ويسطع عن غدره من جديد
ليهدي لنا وردةً من فنااااااااااااء
سانتظر الليل