نوادر ابي نواس

مشكور اخي على هذة الاضافه الرائعه

من روائع ابو النواس

تقدير العلماء والأدباء لشعر
أبا نواس


يجمع المورخون والأدباء على أن أبا نواس من أجود الشعراء شعرا وأدقهم قصيدا
عالما بمختلف ضروب الشعر, بارعا في الأدب و لغات العرب حتى قال عنه الجاحظ
كلمة : والجاحظ هو أبو عثمان عمر بن بحر المعروف بالجاحظ اتظمت له معارف
عصره ودانت له معومات زمنه فكان دائرة معارف في ذلك الوقت

قال الجاحظ عن أبي نواس :

لا اعرف احد بعد بشار بن برد مولدا أشعر من أبي نواس

وقال أبو الحسن الأخفش البغدادي بأسناد عن الأصمعي
لا أروي لأحد من أهل الزمان ما أرويه لأبي نواس

وعن أبي عبيده : أبو نواس للمحدثين كامرئ القيس للأولين
لانه هو الذي فتح لهم هذه الفطن ودلهم على هذه المعاني

وقال أبو الحسن الطوسي : شعراء اليمن ثلاثه
أمروء القيس و حسان وأبو نواس

كان لخلف الأحمر ولاء في اليمن بين الشعراء ولهم منه العطايا
الجزيله والهدايا وكان عصبيا شديد الخلق يميل ميلا فطريا الى أبي نواس
وهو الذي كناه بهذه الكنيه , قال له أنت من اليمن فتكن بأسم من أسماء
الذوين ثم أحصى له اسمائهم و خيره بقوله . ذو جدن, أو ذو كلان, و ذو يزن
و ذو كلاع و ذو نواس فأختار ذا نواس فكناه أبا نواس فصارت كنيته
و غلبت على أبي علي كنيته الأولى.


قال أبا نواس عن نفسه يوما . شعري أشبه شيء بشعر جرير
فقال له بعض من حضر . وماذا تقول في شعر الأخطل؟
قال : هو أمامي في الخمر
وسأل :والفرذدق
قال هو ذاك الأب الأكبر
وقال في يوم اخر . ما قلت الشعر حتى حفظت شعر ستين امرأه خلاف الرجال

وروي عن ابن الأعرابي أنه قال : ختمت بشعر أبي نواس فما رويت لشاعر بعده

وكان علي بن العباس المعروف بأبن الرومي يزعم أن ليس بعد بشار أشعر من أبي نواس
وبشار أسعر الناس جميعا ممن تقدم وتأخر وكثيرا ما يتبعه أبو نواس ويصب على قوالب معا نيه

وعن عكرمه عامر بي عمران الضبي عن أبي السكيت أن أبا عمرو الشيباني قال : لول ما أخذ فيه
أبو نواس من الفحش لاحتججنا بشعره لأنه كان يحكم القول ولا يخلطه.

سأل أبا عبيده عن أشعر من أدرك من المحدثين فقال :
بشار و حسبك وهو قائد المحدثين وعنه أخذوا جميعا
وسالوا أبع عبيده مره قد أكثر الناس في ابي نواس
فقال والله لولا تهتكه لفضح جميع الشعراء

قال ابن دريد : سألت أبي حاتم عن أبي نواس فقال .
أن جد أحسن وان هول ظرف وان وصف بالغ, يلقي الكلام على
هوانه لا يبالي من حيث أخذ

وحكى الجاحظ ان الرشيد قال لا أعرف لمحدث
أهجى من قول أبي نواس حيث قال

وما روعتنا لتذب عنا - ولكن خفت مرزئة الذئاب
شرابك في السحاب اذا عطشنا - وخبزك عند منقطع التراب
وكيف تنال مكرمة و مجدا - وخبزك محزز عند الغياب
وأبطك قابض الأرواح يرمي - سهم الموت من تحت الثياب


للموضع بقيه

سلمت اخ عبد على الموضوع المفيد

ارجو لك مزيد من التقدم وننتظر دوما البقية

نوادر أبي نواس

من نوادر ابي نواس ان امير المومنين هارون الرشيد قلق ذات ليله واعتراه ارق شديد

فخرج من غرفته الخاصه وصار يتمشى بين مقاصير القصر, و بينما هو كذلك أبصر جارية
حسناء قد لعب بها السكر قصارت تتمايل كالغصن الرطيب اذا هوته ريح الشمال فأعحبته جدا
أقترب منها فأبتعدت عنه كالغوال النافر وهي تقول : هذا وعد بيني وبين أمير المومنين أقوم
بوفائه صباح غد.

فأراد أن يمسك بثيابها فولت منه هاربه وسقط الداء عن منكبيها فتركها و بات تلك الليله و هو في
شغل شاغل من أمرها.
ولما كان الصباح ارسل اليها يطلب منها أنجاز وعدها فقالت له: يا أمير المومنين
كان ذلك في الليل وكلام الليل يمحوه النهار

فأعجب الرشيد ما قالته و طلب أحد الحجاب و قال له :
علي بمن بالباب من الشعراء فلما مثلوا بين يديه سلموا عليه قال لهم :
أريد أن ينشدني كل واحد منكم شعرا يكون في اخره كلام الليل يمحوه النهار

تقدم أحدهم وأنشد

أتسلوها و قلبك مستطار
وقد منع القرار فلا قرار
وقد تركتك صبا مستهاما
فتاة لا تزور ولا تزار
اذا ابصرت نفرت وقالت
كلام الليل يمحوه النهار


ثم تقدم شاعر اخر وأنشد.

أتعذلني و قلبي مستطار
كئيب لا يقر له قرار
بحب مليحة صادت فوأدي
بألحاظ يخالطها احورار
طلبت الوصل منها جاوبتني
كلام الليل يمحوه النهار

ثقدم أبو نواس فأنشد

وخود أقبلت في للقصر سكرى
وزين ذلك السكر الوقار
وهز الريح أردافا ثخانا
وغصنا فيه رمان صغار
وقد سقط الردا عن منكبيها
من التخميس وانحل الازار
فقلت الوعد سيدتي فقالت
كلام الليل يمحوه النهار


فضحك الرشيد وقال : قاتلك الله يا أبا نواس كأنك كنت معنا
فقال : كلا يا أمير المومنين و أنما عرفت ذلك بالبداهة من معنى الوعد.


للموضع بقيه

أبو نواس وخالصه

كان لأمير المومنين هارون الرشيد جارية حسناء, يهيم بها حبا ويشغف بها غراما .وعلى هذا الحب

الذي أحبها به الرشيد كانت سمراء اللون , خفيفة الروح جذابة الملامح تدعى خالصه. ومن شدة

الرشيد بها صار لا يفارقها لا ليلا ولا نهارا وقد وهبها الجواهر الغالية ولاحجار الكريمة وقلدها

بالعقود النادرة وحلاها بأجمل ما تتحلى به امرأة من فاخر الحلى من ذات الطراز الموشى بالذهب

الخالص المنظوم بالدر واليواقيت.

وفي ذات يوم دخل أبو نواس على الخليفة وهو جالس عند خالصة فامتدحه بقصيدته النونية العصماء

فلم يلتفت اليه الرشيد ولم يعره التفاته تشجعه على اتمام القصيدة بل ظل مشغولا بمداعبة خالصة.

فأشتد الغيظ بأبي نواس و تشاجرت الوساوس في صدره حتى جعلته كالأبكم لا يبدي ولا يعيد وانصرف

من حضرة أمير المومنين وهو واجد على خالصة ولما أتنهى الى باب المقاصير الخاصة بها

كتب على الباب يقول شعرا

لقد ضاع شعري على بابكم

كما ضاع عقد على خالصة

ثم انصرف وهو كلمحموم من شدة غيظه

وفي الصباح مر بعض الخدم المخلصين لخالصة فقراء ما على بابها من الشعر فذهب

اليها واخبرها به فلم تصدق قولهم و ذهبت بنفسها الى الباب فقرأت الشعر

فتهيجت بالغضب وقالت : والله ما كتب هذا الشعر غير أبي نواس ... ثم تغيرت عليه حتى كاد

ان يقتلها الغيظ منه.

ولما جاء اليها الرشيد وجدها تبكي وهي في قهر شديد فسألها عن السبب فأرشدته الى الشعر

وقالت : لا يجراء أحد على كتابة هذا غير أبي نواس.

فقال الرشيد : ان الخط خطه ولا بد من عقابه حتى لا يعود لمثل ذلك.

ثم نظر الى أحد أتباعه وقال : علي بأبي نواس

فذهب الخدم لاحضاره وجدوا جميعا في طلبه ولما علم أبو نواس الغرض من هذا

الطلب جاء حتى مر من ناحية الباب حيث كان قد كتب الشعر فمحى تجويف العين
في الموضعين :

و دخل على أمير المومنين فلما راه استشاط غضبا وصاح به:

ويحك يا أبا نواس ما هذا الذي كتبته على باب خالصة

فقال: ما هذا الذي تقول يا مولاي

أجاب : الشعر الذي هجوتها به

فقال: حاشا لله يا امير المومنين ان يحصل مني ما تفول أنني يا مولاي مدحت وما هجوت وهيا لنرى

فقام الرشيد وهو يقول : تالله لئن لم يكن ما تقول فأنت مقتول

ثم صار الخليفه وأيو نواس خلفه فما وصل الى الباب قراه الشعر

لقد ضاء شعري على بابكم

كما ضاء عقد على خالصة

فأعجب الرشيد بهذه البداهة وامر له بألف دينار فقال بعض من كان حاضرا

انه يا امير المومنين قد قلب العين هموة فمسح تجويفها في الموضعين

فقال الرشيد: قد عرفت ذلك ولاجل هذا قد كافأته

للموضوع بقيه

الشعراء الثلاثه والجاريه

في ذات يوم أجتمع الشعراء الثلاثه أبو نواس و عبل وابو العتاهية في مجلس من مجالس الطرب فأقاموا فيه ثلاثه أيام

فلما كان اليوم الرابع أنصرفوا يريدون منازلهم .. فقال أبو العتاهية : عند من نكون اليوم

فقال أبو نواس : في كل منا فضيلة فهيا نمتحن قرائحنا في الشعر فمن فاق أخواته كنا عنده.


وبينما هم يتحدثون أقبلت فتاة حسناء كأنها البدر المنير, او الشمس المظيءه مكللة بالزبرجد موشخة

بالعسجد تهتز دلالا كأنها نشوى وليس بها من عيب كانها قد تبرأت من العلل والنقائض

كانت ترتدي ثلاثة أثواب من الحرير كل واحد أقصر من الأخر فألاعلى أبيض والاوسط أسود والاسفل أحمر

فقال أبو نواس : الحمد لله الذي فتح لنا بهذا فليقل كل منا شعرا في ثوب فثال أبو العتاهية في الابيض

تبدي في ثياب من بياض
بأجفان والحاظ مراض

فقلت له عبرت ولم تسلم
واني منك بالتسليم راض

تبارك من كسا خديك وردا
وقدك ميل أغصان الرياض

فقال نعم كساني الله حسنا
ويخلق ما يشاء بلا اعتراض

فثوبي مثل ثغري مثل نحري
بياض في بياض في بياض


و قال دعبل في الثوب الأسود

تبدي في السواد فقلت بدرا
تجلى في الظلام على العباد

فقلت له عبرت ولم تسلم
وأشمت الحسود مع الأعادي

تبارك من كسا خديك وردا
مدى الايام دام بلا نفاد

فقال نعم كساني الله حسنا
ويخلق ما يشاء بلا عناد

فثوبك مثل شعرك مثل حظي
سواد في سواد في سواد

وقال أبو نواس في الثوب الأحمر

تبدي في قميص اللاز يسعى
عذولي لا يلقب بالحبيب

فقلت من التعجب كيف هذا
لقد أقبلت في زي عجيب

أحمرة وجنتيك كستك هذا
أم انت صبغته بدم القلوب

فقال الشمس أهدت في قميصا
قريب اللون من شفق الغروب

فثوبي والمدام ولون خدي
قريب من قريب من قريب


فلما فرغوا من أنشادهم والجاريه تصغي اليهم اقتربت منهم وفالت السلام عليكم
فردوا السلام بحفاوة و اجلال فقالت لهم

لا بد من وقوفي على امركم واطلاعي على أحوالكم وكيف انتهى بكم الحال الى أخر ما سمعت من أنشادكم
فأخبروها بالقصة فقالت : لقد أجاد صاحبكم وأشارت على أبي نواس

وسارت لشانها بعد ان تركتهم في حيرة من حكمها

الرشيد يشاهد أبا نواس
ومعه زجاجة من الخمر

يرو ى ان هرون الرشيد مر ذات يوم بأسواق المدينة ومعه جماعة من اتباعه فالتقى مع أبي نواس وكان يحمل زجاجة من الخمر.

فقال له الرشيد: ما هذا الذي بيدك يا ابا نواس

فخجل ابو نواس ومد يد الثانية من خلف فتناول بها الزجاجه و مد يده التي كانت بها الزجاجه ال الخليفه وقال :

لا شئ يا امير الموءمنين

فقال الرشيد. ارني يدك الثانية

فوضع الزجاجه في يده الأولى و قدم يده الثانيه وقال

ها هي, وليس بها من شئ وقلب اصابعه

فقال له الرشيد : أرني الأثنين معا

فتقدم أبو نواس الى الحائط ووضع الزجاجة وضغط عليها بطهره ورفع يديه الى أعلى رأسه وقال .

ها هما يداي معا يا أمير الموءمنين ... الا تصدقني بعد ذلك

فقال الرشيد: تقدم مني

فقال ابو نواس : الا تخاف من الفضيحه , فلو أني تحركت لانكسرت

فضحك الرشيد وقال له . خذ زجاجتك وانصرف ايها الخبيث

شكرأ على كلامك الجميل

والحمد لله انه الموضوع عجبك

وانشاء الله ازيد من نوادر ابو نواس اكتر وأكتر

أشكرك من قلبي وأسال المهتمي بهذا المنتدى

أن يثبت هذا الموضوع

ليفيد الجميع لما به من أخبار وعلوم

الى جانب الشعر والمنادمه