عاشق سواد العيون المدير العام
عدد الرسائل : 1704 العمر : 51 الموقع : http://ashg.ektob.com العمل/الترفيه : شعر , موسيقى , ركوب الخيل , السباحة المزاج : يعشق الصدق الدوله : الأردن علم الدوله : تاريخ التسجيل : 12/08/2007
بطاقة الشخصية المدير العام:
| موضوع: معالي الأستاذ عبدالحليم النمر الحمود 17/10/2007, 6:33 pm | |
| معالي الأستاذ عبدالحليم النمر الحمود
إن الحديث عن عبدالحليم النمر هو حديث عن شخصية أردنية سلطية مرموقة من الرعيل الأول جمعت ما بين الهم العربي وما بين الشأن السياسي والاجتماعي المحلي قلما توفرت في غيره، كثيرة هي المحطات الهامة والأدوار المميزة التي لعبتها هذه الشخصية في تاريخ الأردن. ولد عبدالحليم النمر عام 1916 في السلط، ودرس فيها وتخرج منها ثم أكمل دراسته الجامعية في جامعة دمشق وحصل على درجة البكالوريوس في الحقوق عام 1939. نشأ عبدالحليم النمر نشأة عربية أصيلة كما كان ذو خلفية عشائرية، و كان له دور كبير في المجتمع السلطي وعندما نتحدث عن المجتمع في السلط فإننا نتحدث في تلك المرحلة عن منبر التعليم ومدرسة السلط الثانوية. إن عائلة عبدالحليم النمر هي عائلة العربيات وهي من العائلات المرتبطة بالسلط تاريخياً ولديها هذه العائلة امتدادات في العراق لا بل إن عائلة العربيات انتمت لقبائل شمر هذه العائلة وهذا الطابع العروبي ربما شكّل وعياً سياسياً لشخصية عبدالحليم النمر، إذ أن وعيه تشكل على العروبة وبالتالي كل ما تشكل لاحقاً يرجع للأصول التاريخية لهذه العائلة. لا بد من الإشارة إلى أن عبدالحليم النمر ولد في مدينة السلط وهي مدينة تاريخية اشتهرت بكثرة العلماء والمتعلمين فيها من العهدين المملكوكي والعثماني وما بعده وامتازت هذه المدينة العريقة بمدرستها المميزة في عهد الإمارة ألا وهي مدرسة السلط الثانوية، كانت هي الوحيدة في تلك الفترة بالإضافة إلى مدرسة إربد التي فيما بعد تضاءل دورها وتركز الدور على مدرسة السلط الثانوية، هذه المدرسة مصدر اعتزاز لكل أردني فمن هذه المدرسة العريقة تخرج كبار رجالات الدولة في الأردن على سبيل المثال دولة الشهيد وصفي التل، وشفيق ارشيدات، ومحمد الفرحان، وشوكت السبول، والأستاذ الكبير عبدالكريم الغرايبة، والدكتور نوفان جبر الحمود، ودولة عبدالسلام المجالي، ودولة هزاع المجالي، وأحمد خلف الطوالبة، ودولة أحمد الطراونه والعديد من الشخصيات. فقد ورد اسم عبدالحليم النمر ضمن ضمن قائمة بأسماء الناجحين في الثانوية العامة لعام 1934-1935 وشملت هذه القائمة أسماء عدد من الخريجين نذكر منهم السيد محمد المطلق، والسيد جريس حدادين، والسيد صالح برقان، وعبدالحليم النمر هؤلاء خريجين نفس دفعة الأستاذ عبدالحليم النمر الذي كان ترتيبه الرابع وهذا يدل على أن هذا الرجل كان من المتفوقين، يعني منذ نشأته الأولى كان رجلاً ذكياً ومتفوقاً وهذا مهم جداً لا بد من الإشارة إليه، بالإضافة إلى أن هذه المدرسة كانت تحظى بدعم من جلالة الملك المؤسس عبدالله الأول وبالتالي هذا انعكس إيجاباً على طلبة هذه المدرسة فشخصيتنا الوطنية هذه لم تكن شخصية عادية وإنما كانت شخصية من عائلة عريقة في السلط هي عائلة الحمود "العربيات" فقد كان والده رجلاً معروفاُ بوطنيته ودوره السياسي، ومن ابرز أدوار نمر الحمود أنه كان من المؤسسين لحزب الشعب الأردني الذي نشأ في عام 1927 وهذا الحزب كان يدعو إلى أهداف استقلالية فكان يسعى إلى استقلال الوطن العربي ومن ضمنها الأردن وبالتالي هذا له أهمية كبرى انعكست على بيئة أولاده. إن المرحلة التاريخية حددت إلى حد بعيد الدور الذي يمكن أن تلعبه شخصية نمر الحمود ففترة 1921 وما بعدها فترة مليئة بالأحداث، وربما قبل عام 1921م فقد كنا أمام وعد بلفور فبالتالي شخصية والد عبدالحليم النمر الحمود أيضاً عاشت هذا الجو وبالتالي الوعي الوطني والقومي تشكل في ضوء هذه الأحداث إذاً في هذه الفترة نتحدث عن الدور البريطاني في تشكيل التاريخ السياسي لدولتنا حيث أنها كانت تهيمن فعلياً على منطقة المشرق العربي وبالتحديد الأردن وفلسطين وهذا بحد ذاته دفع كثير من الشخصيات الوطنية للمطالبة بالاستقلال وتشكيل الدولة العربية الموحدة وهو الحلم الذي كان إبان الثورة العربية الكبرى قبل عام 1916 لأن الحلم لا زال يتحقق وبالتالي الوعي بهذه المرحلة يود أيضاً أن إيجاد صدى على أرض الواقع وهو ما لم يحدث حتى تلك الفترة وبالتالي مسألة الاستقلال ومسألة الحرية هي مفاهيم ذهنية عبدالحليم النمر ووالده الذي سبقه في هذا المجال وشخصيات كل القيادات الوطنية في هذا البلد. وقد أشار الباحث الدكتور لؤي إبراهيم سليمان البواعنة المحاضر في جامعة البلقاء التطبيقية والمهتم بالشأن الأردني إلى أن البيئة السياسية والأجواء المحيطة بنمر الحمود أثرت كثيراً على ولده عبدالحليم فقد كان نمر الحمود أحد الأعضاء الذين حضروا المؤتمر الوطني الأول الذي عقد في عمان عام 1928 وكلنا نعلم ما هو هذا المؤتمر الوطني الأردني وما هي أهميته على الساحة الوطنية الأردنية فقد جاء لتحقيق أهداف سامية لوطننا الأردن ومنها استقلاليته وديمقراطيته وعلى رأسها معارضتة للمعاهدة الأردنية البريطانية لعام1928 وترتب على هذا المؤتمر الوطني الميثاق الوطني الأردني الأول الذي حمل كثيراً من المعاني والمنطلقات السياسية والوطنية من ضمنها المطالبة بحكومة مسؤولة أمام مجلس النواب والمطالبة بحكومة عربية دستورية فنمر الحمود كان أحد أعضاء هذا المؤتمر بالإضافة إلى عدد كبير من شخصيات البلقاء المرموقين ومنهم ماجد العدوان وسليم البخيت. ففي هذه الأجواء الوطنية والعروبية نشأ عبدالحليم النمر أضف إلى ذلك أن هذه العائلة كانت ذات وزن ونفوذ داخل الحكومة الأردنية أيضاً فأخوه عبدالله دخل الوزارة لأكثر من مرة خصوصاً في وزارة توفيق أبو الهدى وتحديداً عام1939 وربما هذا أثر في شخصية عبدالحليم النمر بحيث تكون شخصية وطنية وقومية في آن واحد. لقد كان حلم القومية العربية هو بالتحرر بكل هذه المجالات هو الهدف الأساسي لذلك الجيل ومن رحم هذا الجيل كان جيلاً متشرباً بالأفكار القومية وهذه الأفكار هي التي غذت مرحلة العشرينات والخمسينات لا بل مرحلة السبعينات المرحلة المتأخرة جداً، هذه الأفكار بالدرجة الأولى كانت هي صياغة لما يجب أن يكون عليه الوضع في العالم العربي فهناك العديد من المفكرين العرب في تلك الفترة منهم نديم البيطار، وميشيل عفلق وغيرهم من المفكرين الذين عكسوا أفكارهم بالجيل الذي كان في تلك الفترة وبالنسبة لشخصية عبدالحليم النمر تلقى تعليماً على أيادي ذاك الجيل بالتحديد في جامعة دمشق كانت تخرج الكثير من القوميين العرب وكل القيادات القومية العربية التي ظهرت في تلك الفترة والتي كانت نتاج للفكر العربي والفكر القومي العربي في تلك الفترة. وكان لديه قضية رئيسية تحرضه وتدفعه للعمل ألا وهي القضية الفلسطينية، هذا كان موجوداً في ملامح تركيب عبدالحليم النمر، أيضاً عدا عن ذلك أن مدينة السلط هي نفسها قريبة من فلسطين وعايشت العديد من التطورات والأحداث إذ أن كثير من اللاجئين أقاموا في مناطق السلط وغير ذلك، ونقلوا المعاناة والتجربة القومية العربية والتي هي نقطة أساسية في طريقة تفكيره في معاملته مع الهم العربي وفي كل المبادئ التي عبر عنها لاحقاً | |
|