رسالة الى بغداد
إلى نساء بغداديات في سجن أبو غريب
رائد الحامد
من ارض ما ومن زمن غابر...
إليكن تحايانا...إلى بابل, إلى بغداد عذراء الشرق ألمغتصبه..
إلى كل ذرة تراب وقطرة ماء او نسمة هواء في وطني...
إليكن ومن هن معكن...يأملن,يحلمن,لكنهن عدن إلى معاناة أعمق...
عدن إلى سوء بعد عقود السوء المريرة..
اه,لوكان حمورابي عادلا لسن تشريعا يكرم فيه المتألمات...
لوكان كلكامش يعلم الاتي,لسطر في ملحمته نشيد المتألمات...
عذرا وصبرا... وعذرا..قداكون أثرت في نفوسكن شجونا؟!!...
قد أكون فجرت فيكن ينابيع الحزن؟!!!..قد أكون..وقد أكون ..وقد أكون؟!!!...
حلمتن في لحظة شك,إن الصخرة الأمريكية جثمت فوق ينابيع البؤس وسدت مساربها...
لكنها,فجرت فيكن ينابيع حزن وبؤس وألم...
لم تكن أقل قسوة على قلوبكن المتعبة وجدا وعشقا لبغداد وحزنا...
لكن تلك الينابيع التى توهمتن جفافها,...عادت متدفقة بحجم الرافدين والنيل واليرموك وبردى...
أرجوكن,قبلن تراب بغداد...
اهمسن في أذنيها..ذي قبلة من حبيب
يحلم بالعناق الأزلي..يحلم بالخلود بين عينيك يا بغداد...
اهمسن في أذنيها...
ترابك,مقامات الأجداد,ماؤك,هواءك,أحلام الرشيد وابونؤاس...
أطفالك...بابل وأكد وأشور...
الوركاء وأور...
سومر والانبار والكوفة ونينوى...
الشناشيل والمنصور...
كل اؤلئك سيثأرون من غاصبيك...
اذكرن, أن في السجون...صرخات بكارات ونزف عيون...
هشيم قلوب,وبقايا أرواح وأشباح...
اذكرن دوما,أن حملهن قرودا وخنازير...
اذكرن,ان فيهن الم وعذابات...جروح غائرات...
أصوات تنادي...وا..وا..فلاناه!!!...
لا احد يسمع...يتردد في فضاء الشياطين صداه...
أما الإنسان!!!...أصم أبكم أعمى,بهيم...
النشوة عندهن,دماء ذل ودموع من**رات...
مقيدات على أسرة الزفاف...
أهات الم وصرخات...توجع وحطام روح وخيال...
هل تسمعوهن وانتن منهن جوارا..؟
وانتن وهن روحا حلت ملايينا من الأجساد...
فهل تسمعوهن الان..؟
أغلقن كل القنوات,كل النوافذ,وأصغين إلى صوت (أبو غريب)...
لا تستمعن لأصوات عجلاتهم البربرية...
لاتستمعن لاصوات رعبهم وهم يجوبون الشوارع في ساعات الليل...
يبحثون عنكن,عن أزواجكن ,إخوانكن,إباءكن...
عن أزواجكن ثانية...
في زنازين القهر...تسمعوهن..تتألمون معهن...
ولكن,ماذا فعلتن,؟
مناشدات ؟ تظاهرات؟احتجاجات؟...
عدوكن,مازال ينكر!!! ...
أرجوكن,فقط تخيلن أنفسكن في ذاك السجن...
تخيلن معاصمكن مثبتة بأشرطة إلى أسرة الاغتصاب...
وكذا أرجلكن,..
سترفضن وترفضن وترفضن..لكنهم يفعلون!!!
ستبصقن في وجوههم,لكنهم سيفعلون!!!
سيكممون أفواهكن ...
ستصرخن وتصرخن وتصرخن..لكنهم سيفعلون!!! ستصرخن ثانية...
من يسمع صراخكن سوى من كن مثلكن...
لكنهم يفعلون!!! ويفعلون ويضحكون...
سيفخر الأعداء,أمام أزواجهم وعشيقاتهم,ان عادوا؟!!!... سيكتبون في مذكراتهم, أنهم قد...؟!!!
مريع,ليته كان حلما,خيالا,وهما...
ليته كان...
لكنه حقيقة...
نتعامى,.نغض الطرف,..نصم أذاننا بالطين..
فهل ننسى رجع صراخهن تحت جثامين القرود والخنازير...
لا نبالي!!!...
لكن ايتها البغدادية الحبيبة...
في أسرك ... جرح وألم... إكبار وحزن...
في الجوار منك,الأخ...ابن العم ... الأب والزوج...
أولئك يستمعون لصرخاتك...
مقيدون مصفدوون...
كما أنت ...ما عساهم يفعلون؟ ...
لاحول لهم...الدعاء!!!
لا ادري ؟!!!...قد يكون؟...
لكنهم ذات يوم...
سيثأرون...
كل قطرة حيض نزفت...
بعشرة أو مئة من المغتصبين...
فهم لا يستحقون قطرة دم...
ذات يوم سيندم الفاعلون...
ستلفظين حملك...لكنهم سيندمون!!! ...
ستغتسلين بدمائهم وتتطهرين...
ستقومين للصلاة عذراءا...
اانت مريم أم مريم أنت؟...
أأنت الزهراء أم الزهراءأنت؟
سيلفك الطهر والعفاف...
ستسالين,كيف هذا؟...
ستقبلين إلى فراشك... تنامين وتحلمين...
أما هم؟,سينامون أيضا... ولكن في القبور!!!
وليتهم ينالوها...
سينامون طعاما للأسماك في بحيرات وطني...
ستعتاد أسماكنا الوديعة على ابتلاعهم...
ستتوحش أسماكنا...
سينامون في خنادق الموت الجماعي...
ستأكلهم الديدان ...
غباء, أن يدفن الأوغاد في الخنادق...
غباء, أن يمكثوا عشرات السنين في غرف الموت المتجمدة على ظهر بوارجهم في عرض البحر ...
أو في مقابر تحت رمال صحراء شقيقة...
وغباء منهم...!!!
ما عساهم يقولون؟..لزوجاتهم وعوائل قتلاهم...
لازالوا في النزهة الدموية؟...
لازالوا في بغداد يشمون رائحة الزهر
من دوي انفجارات مستقبليهم ؟...
لازالوا في بغداد يستمعون لقرع الطبول وهي ترحب بهم بالعبوات الناسفة والقاذفات...
لازالوا ينتظرون منا رضوخا...
كانوا يحلمون برحلات ماجنة مع عشيقاتهم إلى دجلة
وبغداد والفرات ...
إلى بابل وأكد... إلى أور ...
إلى نينوى والوركاء ...
ولكن الحلم كان وهما ... سرابا... جنحة خيال وزيف...
اقبل فيك أيتها البغدادية الصابرة...
ذرات التراب تحت قبقابك الخشبي الأثير إلى نفسي ...
أقبل فيك كل حرف من ضادنا الجميلة.