ماتت ضمائرنا...

أولاً وقبل أن أخوض بالموضوع .. كنت قد أتخذت قراراً قبل مدة بعدم الخوض في المواضيع العامة لعدة أسباب ..

أولها
: أني لاحظت أنه لا جدوى من أغلب المواضيع التي تطرح ، ليس تقليلاً من
شأنها لا والله .. بالعكس كنت أرى الكثير من المواضيع الهادفة .. والتي لو
طبقت حق التطبيق لكنا من أسعد الناس بل ومن أفضلها ..

ثانيها : أن كل منا متمسك برأيه ولو كان خاطئاً ، وليس عنده أدنى استعداد للسماع من الطرف الآخر ولو كان محقاً ..

للأسف أغرقتنا كلمة ( جزاك الله خير ، ويعطيك العافية ) ولكن ما نفذنا المضمون ..

قرأنا موضوعاً عن الأغاني .. قلنا جزاكم الله خير .. [ ولكن في داخلنا مع وقف التنفيذ ] ..

تجولنا
قليلاً لنرى ذلك الموضوع عن الغيبة والنميمة .. قلنا لصاحبه .. بارك الله
فيك [ ومن ثم اتصلنا بالكاتب الآخر وبدأنا نغتاب صاحب الموضوع ] ..

رجعنا
إلى الأرشيف لنخرج ذلك الموضوع عن الحجاب .. كتبنا بالموضوع .. بارك الله
فيك اللهم ارزقنا العفاف والستر .. موضوع رائع .. [ ومن ثم خرجنا إلى
الشارع وتركنا ذلك الحجاب ] ..

وبينما نحن خارجون إذا بالشريط يشير
إلى أن موضوعاً جديداً عن التدخين قرأناه وقرأنا مضاره .. وكتبنا .. اللهم
لك الحمد على العافية ، اللهم ارزقنا الصحة [ وباليد السيجارة وباليد
الأخرى "الولاعة" وبدأنا بالتدخين ] ..

هذا هو حالنا وللآسف في مواضيعنا المطروحة ، وأنا أولكم حتى لا أبرأ نفسي ..

لذلك آثرت الوقوف بعيداً أراقب عن بعد .. حتى لا أكون ممن قال الله فيهم ..

[[ يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالاتفعلون ]]

ولكن هناك حدث قريب رأيناه .. لا بد وأنه حرك ضمائرنا .. ومن لم يحرك له ضمير .. فليراجع نفسه وليعلم أنه على خطر ..

موضوعي ماتت ضمائرنا .. وكانت تلك بداية .. ولكن المضمون هو اغتيال الشيخ المُقعد المجاهد أحمد ياسين ..


.


ليس موضوعي هو مقتل ذلك المجاهد بحد ذاته .. فآلاف البشر تموت يومياً .. وآلاف أخرى تحيا .. فهذه هي سنة الحياة ..

وليس موضوعي تعزية للشيخ .. فالشيخ نال أعلى المراتب وأسمى الألقاب ..

وهذه من بعضاً من الأبيات التي قيلت فيه .. وهي للشاعر عبد الرحمن العشماوي ..

أكسبوكَ من السِّباقِ رِهانا = فربحتَ أنتَ وأدركوا الخسرانا

هم أوصلوك إلى مُنَاكَ بغدرهم = فأذقتهم فوق الهوانِ هَوانا

إني لأرجو أن تكون بنارهم = لما رموك بها، بلغتَ جِنانا

غدروا بشيبتك الكريمة جَهْرةً = أَبشرْ فقد أورثتَهم خذلانا

أهل الإساءة هم، ولكنْ ما دروا = كم قدَّموا لشموخك الإحسانا

لقب الشهادةِ مَطْمَحٌ لم تدَّخر = وُسْعَاً لتحمله فكنتَ وكانا [/poem]


ولكن الذي حرك ضميري وضمير الآلاف هو ذلك الصمت منا ، وتلك الصور الذي رأيناها ..

كنت بالأمس أتصفح إحدى المواقع .. فرأيت موضوعاً عنوانه (( صور من وفاة الشيخ .. لا تدخل إذا كنت ضعيف القلب )) ..

فقلت بنفسي لن تكون صوراً أفضع من الصور التي شاهدنا بأفغانستان والعراق وفي فلسطين من قبل ..

ولكن دخلت وندمت .. وليتني مادخلت .. لأنها كانت صوراً أفظع وأفظع ..

سأضع
بعضها هنا .. والبعض الآخر لن أضعه خوفاً على المشاعر .. ومن أرادها
فليكتب لي هنا أو ليرسل لي على الخاص .. ولكن أقولها حقيقة من كان رقيق
القلب فلا يراها ..

أترككم مع هذه الصور ..







http://www.islamonline.net/arabic/al...ages/00-02.jpg


هذه أخف الصور التي وجدتها وإلا فالبقية كلها تدمي القلب والفؤاد ..

شيخ قعد ابتلاه الله بالشلل ولكن حارب وبقي ..

ونحن رزقنا الله العافية ولكننا جلسنا وتخاذلنا [ وأنا أولكم ] ..

أصبح همنا .. تقليد الغرب والغربيات ..

أصبح همنا .. ستار أكاديمي وعالهوا سوا وعاد إلينا من جديد سوبر ستار ..

أصبح همنا .. أن المغنية الفلانية أخرجت "فيديو كليب" راااائع ..

ليست
المشكلة في رؤيته فقط .. لو أننا رأيناه وسكتنا لكان خيراً .. ولكننا
رأيناه وهنأنا تلك المغنية وأكبرناها بنظرنا .. وهي لا تساوي بالنسبة لي
شخصياً " قدمي " أعزكم الله ..

هذا هو قمة طموحنا .. أصبحنا نعيش في انحطاط ..

ليس اجتماعي وحسب بل أخلاقي وللأسف ..

مشكلتنا أننا نقلد لأجل أن نقلد .. بمعنى :

أننا لا نعرف عواقب هذا التقليد ولا خفاياه ..

نقلد لان الغرب فعلوه .. وما علمنا أن الغرب بحد ذاتهم بدأوا يهربون من ثفافاتهم وعاداتهم ..

كنت
قبل مدة أتكلم مع أحد الشباب الفلسطينيين لأنهم هم أكثر الناس معنيون
بقضية فلسطين وهذا لا ينفي أن الشعوب الأخرى بل كل مسلم مطالب بالقدس
الشريف ..

قلته له وبالحرف الواحد ..

[[ ايش كنت تسوي أنت بفلسطين ؟؟ ]]

قال :

[[
والله شوف ياصهيب كنت بالليل أسكر وأشرب خمر وأنام مع البنات (وهنا ضحك)
وقال انتبه بنات ترى مو بنت وحده بس ، وبالصباح أطلع وأضرب اليهود بالحجر
، ياخي اليهود ملاعين ، بس تصدق بناتهم حلوات ]]

هذا هو كلامه بالحرف الواحد ..

قلت له :

[[ بالله عليك كيف الله ينصرك ، وأنت ترتكب الكبائر ليلاً ؟؟ ]]

قال :

[[ عادي ياخي مشيها ]] ..

هذا هو حال أهل الأرض .. وللأسف ..

صحيح خرجنا بمظاهرات وخرجنا بتشييع جنازة ذلك المجاهد .. ولكن ما إن رجعنا من الجنازة حتى اتجنها إلى تلك الخمارة وذلك البار ..

نعم سأكون صريحاً .. لذلك لا تزعلوا ..

ألقِ نظرة على فلسطين بالتلفاز ، أو حتى مِن من ذهب إليها من أهلها ..

في النساء ... سفور وتحرر ..

وفي الرجال ... ما الله به عليم ..

ألا ننظر لقول الله تعالى :

[[ إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ]] ..

كيف ينصرنا الله ونحن لم ننصر دينه ..

أرجع وأقول أني أول المعنيين بهذه المقولة .. حتى لا يقول أحد أنت وأنت ..

وما داعاني إلى كتابة هذه الكلمات هو منظر الصور التي رأيتها ..

نسأل الله السلامة والعافية ...

للعلم فقط .. لست شيخاً ولا حتى طالب علم ولكني مسلم مسلم .. ولكن الصور حركت ضميري ، كما أني متأكد أنها حركت ضمائركم ..

تقبلوا فائق تحياتي ...

منقووووووووووووووووووووول بس جدا رائع