منذ الصغر ارتسمت بعقولنا ... نحن الدلوعيين من ولدنا بالشتات ,ولم نسمع صوت
الرصاص في حياتنا على غير صورة الفلسطيني المعتادة اكتسب الغزاوي فيها صورة الرجل القوي الصنديد والشجاع الذي لا يهاب .. وايضا تم تشبيه عقله اشبه بالصخرة القوية التي لا تغير مكانها الا بصعوبة مما اعطاه صفات الثبات على الراي والضمير .. حتى لو تغير الكون لم يتغير
وهذه صفة جيدة لأصحاب المبادىءالذين لايتغيرون مهما كانت المغريات التي تعرض عليهم
وكان الغزاويين اصحاب تلك الصورة القديمة في مخيلتنا الجمعية حيث انبرى الغزاوي في كل سنين حياته للدفاع عن وطنه ومبدأه بقوة وشكيمة يحسده عليها الضعفاء المتخاذليين الذين يهربون من أول مواجهة
نعم كان الغزاوي وما زال رمزا للصمود والقوة والشجاعة
ولكن ان يبكي الغزاوي هذا ما لاتحتمله قلوبنا
عندما تدمع عيناه .....يعني أن وجعا ورمحا وسهما إنغرس في وجدانه
وعندما يأتيك الغزاوي منكسرا هذا يعني ان الطائر العملاق الجبار تعب وانهكته الحياة والحصار ....ولكنه لم يستسلم
ولن يستسلم مادامت هناك ام عجوز شجاعة تهدد على مرأى العالم ان حرب الطائرات ليست بحرب مرددة بعفوية العجائز بدون ترتيب كلمات جاهزة
تعالوا ........وإنزلوا للبر لتروا ما يعني القتال والنضال والشجاعة
ها هي بارودة ابني معي
وهنا مكمن النصر
وان كانوا يدافعون عنا فليس امامنا سوى الدعاء لهم بالنصر القريب العاجل
وغدا عندما يكثر الأسرى الصهاينة منهم في ايدي رجالات المقاومة ....
ويموت من يموت منهم كالفطيس
عندما ستخرج لنا اليهودية ليفني لتصرخ قائلة مرة ثانية ولكن بمعنى الإستجداء الذين يتقنونه عندما يخسرون
enough is enough
ما تحتاجه هذه الزمرة من البشر العدائيين
البشر من قال ذلك؟
انهم زمرة من الشر العالمي تم زرعها في جسمنا العربي كشوكة مؤذية
تخزنا في كل الأوقات.... وجودها اشبه بجسم غريب مزروع في مختبر لتجربة كيفية تعايش هذا الميكروب ضمن بيئة عربية متحدة ولو ضمنيا.. تربطها صلات.. دم وقربى وأخاء ومودة ودين عالمي يصلح للجميع ويقبل بالآخرين ضمن بيئة واسعة من التسامح وحرية الأديان
ولو كنت رسام كاريكاتير لكنت رسمت خارطة الوطن العربي وجسدت هذا المنظور العالمي ليعرف العالم
اي جسم غريب وطفيلي تم زرعه في احشاء الوطن العربي
ليخرج مسخ مشوه ليس له قيمة سوى الأيذاء وكائن همجي يحب شرب الدماء
نعم ..هي رسالة لرسامي الكاريكاتير بالعالم لرسم الوطن العربي بملامحه البسيطة المتشابهة وتصاوير للحياة العادية في ربوع تلك الاوطان ورسم سفينة التايتنك وحفلة الأجانب ذوي الملامح الشقراء والعيون الزرقاء والأثرياء الذين يرتدون قبعاتهم الغريبة وريش النعام و حفلات الرقص وكؤوس الراح والأقداح ... ومن بعيد يلوح للناظر جبل جليدي بإنتظار نهايتهم وخاتمتهم الحتمية
دعونا نرسمها لكي يظهر كم شكلهم شاذ وغريب وإستيطاني ومروع ضمن بيئة لبلاد عربية بسيطة وطيبة كطيبة ارضنا وسنابلنا المحمله بالقمح الذهبي بانتظار لرجل يلتحف الكوفية ونساء فلاحات طيبات
يصنعن خبز البيت... ويعتمرن حجابهن وسور يلم في جنباته حيوانات الحقل
ربما سيخرج من يقول
لقد تطورنا وتحضرنا وهذه صورة قديمة..فيجب ان تضعي بالبيت جهاز كمبيوتر واولاد يجلدون شعرهم بالجل ليظل واقفا كالنيص وبلاطين مسحسلة وفتيات يلبسن اشارب على بلاطين جينز
نعم هذا ما قلدناه ولكننا لن نخرج مهما حاولنا من بيت الجد والجدة البسيط وحاكورة البيت ومهما حاولنا ان نرسم لبيوتنا منظر الحضارة
ولكننا في الأصل بسطاء كنا .........واجدادنا يشهدون ولا يخجلون من تلك الصورة السابقة وهذا ما نريده لنظهر اختلافهم عنا بالشكل والمنظر والهيئة والسلوك والتصرفات والقيم والأخلاق وكل ما لا يشبههم
فلنعود للوراء ستون عاما ليروا ممن فقدوا الرؤية والبصيرة يوم وجاءووا لأحتلالنا وإستوطنوا بأرضنا كلصوص اراضي وأغراب
من كل بقاع العالم... لايشبهوننا ولا نشبههم
فمن يجرؤ على هذا الرسم؟؟؟
بإنتظار فنان
فاللوحة احيانا افضل من مائة مقال وخطاب سياسي
فاللوحة...اسرع بتلقيها لأن العين تتناولها كلية
اما القراءة فالعين تمسحها حرفا حرفا وليس كل الناس لديهم مطاوعة وجلد للقراءة
اما دموع الغزاوي أو حتى بريق الحزن الذي يظهر على وجوههم اتمنى الا.. أراه من جديد
دعوا النساء والأطفال يبكون عوضا عنكم
فالنصر آت إن شاء الله ...
فدموع الغزاوي لا تحتمل
أما أنتم...... الرجال الرجال إمانة لاتبكوا
ارجوكم .. لا تبكوا ولا تحزنوا ولا تشمتوا أحدا بنا
تلك الفئة الحاقدة من يهود و آخرين وجدوها فرصة للتشفي والشماتة بصراخكم وبدموعكم
.... فقد عشتم ابطال... وموتوا أبطال
أن عشت فعش حرا... او مت كالأشجار وقوفا
ولا تهنوا ولا تحزنوا
يقول سبحانه وتعالى ولا تهنوا ولا تحزتوا وانتم الاعلون
صدق الله العظيم