.ExternalClass .ecxhmmessage P
{padding:0px;}
.ExternalClass body.ecxhmmessage
{font-size:10pt;font-family:Verdana;}
حنين ٌ لمن سكنوا العيون !!
إهداء إلى أحبتنا في المملكة الأردنية الهاشمية
الذين قضوا شهر الله الكريم والعيد السعيد بعيداً عن أحضان أحبتهم وأهلهم
لكن نحن أهلٌ لهم وسنحتضنهم بقلوبنا حتى يعودوا لديارهم سالمين غانمين..
جراحٌ تلو الجراح
وسيوفٌ تقطِّعُ أمتي والرماح
وليلٌ دامسٌ..
رباه هل سيأتي من بعدُ الصباح،
قد كنتُ أزعمُ أني في ساحِ الحياة سعيدةٌ،
قد كنتُ أزعم أن لا شوك يُدمي قدمي ولن يُكبِّلني يوماً حديد،
عفواً أمتي إن صحوتِ يوماً ورأيتِ جسماً دامياً يملؤه الصديد،
الجراحٌ تتلوها الجراح،
والسماءٌ تعصفُ بها الرياح،
والسلاسل أوثقت فينا كل عزمٍٍ يبتغي لشمِّ المعالي اشتياقا،
فلم يعد يجدي العويل ولا النواح،
ولم يعد لنا إلا البكاء أو الصياح على وطن رحل بعيداً عن الوجود..
أحبتي..
جراح الغربة تنزف من بقاياها دماً
وهي تصرخ ألماً فوق أجسادٍ أرواحها من الأخلاق عن قيمها تعرّت،
هي أمة كانت سادة الأمم
لكنها..
عن آدميتها تخلّت،
وبمهانتها تجلّت،
وعن عزتها تولّت،
ولجلادها أجلّت،
وعن نهجها ضلّت،
وفي دياجير جهلها ظلّت،
وفي محراب الفاسدين صلّت،
وعلى سفينتها كم من العابثين أقلّت،
ولشق طريقها بين الأمم نحو النور
الأردن كم بذلت وما تعبت،
آهٍ أحبتي من غربتي في زمن التلاهي والفتن،
وآهٍ من حسرتي في زمن المآسي والمحن،
تصاغرت الذنوب في أعين الخلق فتصاغروا،
أخذوا من علوم الدنيا الحظ الوافر،
وتركوا ما في الوطن والمطر من علمٍٍِ زاخرِ،
وقعوا على الوحل والطين زاعمين فيهما الحرير والياسمين،
لهفي على أحبة اغتربوا عن أهلهم في أرض الإسراء في بحرِ متلاطم..
في أعناقنا لهم كل المحبة والوفاء والاحتضان
هم أهل الجنوب من غرب آسيا الجريحة
وبين أيدينا نتاج حقبة من الزمن لن يذكر التاريخ إلا أوفاها
جروح الغربة تئنُ من شخصيةٍ هُمِّشت واضمحلّت في عالم الانفتاح والتمدن
وتناسوا أن في وطننا
حنين الأم وروعة الاشتياق والحضن الدافئ،
جروح الغربة يعصرها الأسى عندما نرى أحبة لنا قضوا وقتهم بعيداً عن أحضان أحبتهم،
كعاشقٍ يقضي وقته متنزهاً على أرصفة الشوارع
يحلم بالبعيد ولا يرى إلا السراب
كمغتربٍِ من أرض البتراء ساقه الحنين إلى ظلال الزيزفون والياسمين..
تراه يتخبط في حياته
وفي هذا الذلّ والهوان والانكسار الذي نعيشه
مازلنا نبحث عن عيد العودة إلى الوطن..
أحبتنا أبناء المملكة الهاشمية ..
أينما كنتم..
تذكروا أن شرياني المفتوح على الورقة الملقب بالكتابة هو
منكم ومعكم
تذكروا
أنني أشاطركم ذلك الدمع العصيّ
أشاطركم تلك الدموع الهاميات في منتصف الليل وسكونِ المساء
تذكروا أني أشاطركم نزف القلب خلف ابتسامات الكبرياء
أيها المغترب الذي ينزف جرحاً..
ها أنا أركض في ممشى قطارٍ منتصف الليل الماطر
وأحاول أن أجفف عن وجهك قطرات المطر
أم تُرى ذلك دمعك..
يا من أطلقت أشرعة الدموع
على بحارِ السر والعلن
وأقسمت أنك ستعود
فاحرقي أماهُ في غربتي سفني
وارمي القلوع
وسّمري فوق اللقاء عقارب الزمن
وخذي فؤادي
إن رضيتِ بقلة الثمن
والآن في محراب فيروز
(الآن الآن وليس غداً أجراس العودة فلتقرع)
وستقرع أجراس الكنائس
وستزهرُ مآذنُ الجوامع
بالابتهالات النورانية
من أنامل الغربة الموشحة
بعودتكم انتم
لتلامس أقدامكم ترابكم الهاشمي المقدس
بأزهار ألليلك!!
هكذا لا على التعيين أطرق
أحرفي على جدار الصمت
لكأنّ الصمت صديقٌ
وملاكٌ ونبيٌ
لكل من يبحثُ عن ذاته
ولكل من يبغي آفاقه الجديدة
برحيق الانتظار وحلم العودة
وطني ها هو حلمي اليتيم يقطع
يد السارق
يبحث عن أعشابه الشافية
في الزرقاء وبيارات إربد المقدسة
يصلي في مساجد عمان وكنائسها
ترافقه الملائكة وازرع تشردي
أشجاراً راسخة جذورها
وأغصانها عالية
تعانق السماء
أيها المغتربون
كما قال شاعرنا فصيحُ البلاغة
أن هناك قصيدةٌ في وطن
نحن نقول لكم
أنتمُ القصيدة وذاك هو الوطن
وذاكَ هو الوطن
كتابة:الوردة الجورية