القضاء-التحدي:
الإجراءات المقترحة:
المضي في الإصلاحات التي تمت في مجال القضاء في السنوات الأخيرة بما يعزز استقلاليته وكفاءته.
الإسهام في تحديث التشريعات بما يواكب التطورات والمستجدات في الميادين الاقتصادية، والاجتماعية، والتكنولوجية، والعلمية والبيئية.
رفد القضاء بكفاءات جديدة وأعداد كافية.
الإسراع في الفصل في القضايا.
تحديث المحاكم وتزويدها بما يساعدها على إنفاذ مهامها الجليلة.
دراسة إمكانية إنشاء المحكمة الدستورية في الوقت المناسب.
الأحزاب-التحدي:
التجربة الحزبية الأردنية، على ثرائها وعراقتها، ما زالت تجابه تحديات منها الشرذمة، وعزوف المواطنين عن العمل الحزبي، وغياب البرامج السياسية الوطنية والاقتصادية والاجتماعية، والتمسك بأيديولوجيات وشعارات ثبت فشلها في تجارب الشعوب الأخرى، وضعف الحياة الديمقراطية الداخلية للأحزاب، وتمحور بعضها حول شخصية "الزعيم"، وارتباط بعض الأحزاب بالخارج ماليا وتنظيميا، واختلال التوازن فيما بينها بسبب غياب أحزاب كبرى، ونظرة الشك والريبة بالأحزاب، وبعض مظاهر التضييق على الأحزاب.
الإجراءات المقترحة:
لا ديمقراطية من دون أحزاب سياسية، فالأحزاب هي مؤسسات وطنية يتوجب رعايتها،كما يتوجب مخاطبة مكامن القوة في التجربة الحزبية الأردنية وعدم الاكتفاء بنقد مظاهرها السلبية. وتشجيع اندماج الأحزاب السياسية لقيام كتل كبيرة لفسح المجال لتداول السلطة التنفيذية فيما بينها.
ينبغي تبني مفهوم "الأردن أولا" شعارا هاديا للأحزاب السياسية وناظما لبرامجها ويتوجب على كل حزب التخلي عن ارتباطاته الخارجية المخالفة للقانون.
إرساء تقاليد الحوار المؤسسي المنتظم فيما بين الحكومة والأحزاب السياسية بمختلف اتجاهاتها، وفيما بين الأحزاب نفسها، لتبادل الرأي والمشورة.
تعديل قانون الأحزاب، بما يمكن من إنهاء ظاهرة التشرذم كرفع الحد الأدنى لعدد المؤسسين، وتوفير التمويل المناسب للأحزاب،وفق ضوابط محددة تمكن من قياس شعبية الحزب ونفوذه.
تعميق الشفافية والأداء الديمقراطي الداخلي للأحزاب.
منع قيام الأحزاب على أسس جهوية أو عرقية أو طائفية.
محاصرة "نزعة التشكيك" بالأحزاب السياسية، والتمييز بدقة بين نقد سلبيات التجربة الحزبية الأردنية، والتشكيك بفكرة الحزب أساسا، ومراعاة ذلك في العمل والنشاط والإعلام.
للأحزاب السياسية الحق في التعبير عن مواقفها الفكرية والسياسية، عبر المؤسسات الإعلامية والصحفية الوطنية المختلفة، ولها الحق أيضا في ممارسة أنشطتها من دون تضييق، وفي حدود القانون.
الفصل بصورة تامة، بين العمل الحزبي ودور العبادة.
الفصل بين ميزانيات الأحزاب ومختلف أشكال الجباية غير المرتبطة ببرامجها السياسية المعلنة.
تنأى الأحزاب بنفسها عن المدارس والأندية، ولا يحق لحزب تسييس جامعة أو مؤسسة تعليمية أو تملكها.
تلتزم الأحزاب بالدستور والقانون وتسعي لتعميق الخيار الديمقراطي وصون التعددية، وتمتين الوحدة الوطنية، والالتزام بسيادة القانون، وتقدم بدورها الأنموذج للشفافية والمكاشفة، وتبتعد عن الفئوية الضيقة، وتتحلى في جميع ممارساتها بروح المسؤولية الوطنية، و ترعى القطاعات الشبابية والنسائية .
النقابات المهنية والمنظمات الأهلية-التحدي:
النقابات المهنية بيوت خبرة عريقة، تجربتها تحتسب للأردن، لا عليه، اضطلعت بدور مهم في تنظيم المهن ورفع سويتها والحفاظ على حقوق ومكتسبات المنتسبين إليها. وللنقابات دور اقتصادي اجتماعي بالغ الأهمية فهي حاضنة الشرائح الأوسع من الطبقة الوسطى في المملكة، وصناديقها يمكن أن تكون ذراعا تنمويا هاما.
التزام النقابات والمنظمات الأهلية بقوانينها أمر فوق الجدل، والشفافية في عملها شرط لا بد منه، ويتعين صون الديمقراطية والتعددية في العمل النقابي والأهلي، ولا يجوز بحال أن تصطبغ ممارسات النقابات والمنظمات الأهلية بلون سياسي إيديولوجي معين، وعليها التقيد بدورها المهني المحدد بالقانون .
الإجراءات المقترحة:
النقابات المهنية والمنظمات الأهلية من مؤسسات المجتمع المدني الريادية يحكم أنشطتها القانون الذي شرعها، ويجب ان تكون إجراءاتها الخاصة في إطار القانون العام ولا يجوز ان تتعارض معه.
الوظيفة الأساسية التي وجدت النقابات من أجلها تنحصر في رفع سوية المهنة والحفاظ على حقوق المهنيين وخدمة المجتمع.
مراجعة شاملة لقوانين النقابات تضمن تنظيم العلاقة بين المهنيين ببعضهم البعض وعلاقة النقابات بالدولة والمجتمع.
تلتزم هذه المؤسسات بالشفافية حيال أنشطتها وعضويتها ومواردها، وتخضع للمساءلة والمحاسبة عن أي تجاوز للقوانين.
ترعى الحكومات مختلف مؤسسات المجتمع ومنظماته الأهلية ، وتعمل على تسهيل قيامها بأنشطتها وفق القانون، وبصورة تعمق انتماء المواطن، وترفع سوية الخدمات المقدمة إليه.
الصحافة ووسائل الاتصال-التحدي:
الصحافة ووسائل الاتصال الوطنية هي الرافعة لتعميق الوعي بمفهوم "الأردن أولا" ونشر رسالته. وان النهوض بها لا بد ان يستند لتطوير نموذج إعلامي أردني جديد يستلهم روح العصر ويخدم أهداف الدولة والمجتمع ويعبر عن ضمير الوطن ويعكس إرادة أبنائه وبناته. والنموذج الإعلامي الأردني الذي نريد يضع المصلحة الوطنية الأردنية في مقدمة أولوياته ويضع في اعتباره ترتيب اهتمامات الأفراد والجماعات وينهض برسالة تنموية وتربوية هامة للأجيال الناشئة، وهو لهذه الأسباب إعلام دولة ووطن، إعلام تعددي يمارس دوره الرقابي بحرية مسؤولة.
لقد سجل الإعلام الأردني إنجازات هامة على مختلف الصعد والمستويات، بيد ان هذه الإنجازات لا تقلل من شان التحديات التي تجابه هذا القطاع، فالحاجة ماسة لتمكين الإعلام الوطني المرئي والمسموع والمقروء من مواجهة ما يعانيه من أزمة في الخطاب وضعف في المصداقية، وتمكينه من تدارك التراجع في تأثيره محليا وخارجيا، ومواجهة مظاهر الشطط واللامهنية عند بعض الصحف والطابع المتحفظ لاداء بعضها الآخر.
الإجراءات المقترحة:
تطوير عمل المجلس الأعلى للإعلام، ليسهم في تقدم المهنة وتنظيمها وليؤسس لاعلام دولة ووطن.
تفعيل القوانين الناظمة للصحافة والإعلام، وإعادة النظر فيها، بحيث تأخذ بعين الاعتبار، رفع سقف الحرية المسؤولة، والارتقاء بمستوى المهنة والعاملين في حقل الإعلام، والتركيز على الأولويات الوطنية، ووقف الاختراقات الخارجية بالمحاسبة والمساءلة.
تمكين الصحافة ووسائل الاتصال من الوصول إلى مصادر المعلومات.
تمكين الأحزاب والفعاليات السياسية من الحضور في المنابر الإعلامية والصحفية الوطنية.
الاهتمام بمؤسسة الإذاعة والتلفزيون وتمكينها من القيام برسالتها الوطنية كصوت للأردن معبر عن طموحات أبنائه وبناته، ومرآة تعكس منجزاته، وساحة للحوار التعددي، وكوسيلة رئيسة مجسدة لفكرة إعلام الدولة.
المدارس والجامعات والشباب-التحدي:
مستقبل الأردن حق لشبابه وشاباته الذين يشكلون اكثر من ثلثي سكانه، ولا بديل عن ترسيخ مفهوم "الأردن أولا" في عقول شبابنا وشاباتنا وضمائرهم من خلال غرس قيم الانتماء والمشاركة والمواطنة والعمل والإنتاج والإنجاز، وتنمية نظرة حديثة للمرأة في أوساطهم، بدءاّ بالمنزل مرورا بالمدرسة والجامعة وانتهاء بالمؤسسات الشبابية. ويحتم ذلك المضي قدما ببرامج لمكافحة البطالة والفقر وتحقيق التنمية المتوازنة وإشاعة ثقافة الديمقراطية وقيم حقوق الإنسان ومبادئ العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص وصقل مهارات الشباب في الاتجاه الذي يلبي متطلبات التنمية والمعرفة والمستقبل.
لقد حقق الاردن منجزات يفاخر بها في حقلي التعليم والرعاية الشبابية، بيد انه مع ذلك ما زال يواجه جملة من التحديات منها استمرار المعدلات المرتفعة للفقر والبطالة وعزوف الشباب عن المشاركة والعمل في الكثير من المواقع، وانتشار بعض مظاهر الغلو والتطرف والولاءات الثانوية، واختلال قيم الانتماء للوطن.
الإجراءات المقترحة:
إعداد مناهج مدرسية وجامعية جديدة، تعلم الشباب والنشء الجديد مبادئ الدستور، وتاريخ الدولة الأردنية، ومرجعيتها الفكرية ونظامها الملكي الدستوري، وكذلك قيم الديمقراطية والعدالة والمساواة، ومفهوم المواطنة، وحقوق المواطن وواجباته، والوحدة الوطنية.
تأهيل التربويين لاداء هذا الدور.
إعداد برامج مدرسية وجامعية لا منهاجية، من أجل تعميق هذه المفاهيم، ونشرها على أوسع نطاق في صفوف الشباب والشابات لخدمة المجتمع.
الاهتمام بالمجالس والاتحادات الطلابية والشبابية، وتعميق الممارسة الديمقراطية في أوساطها، والعمل على إيجاد الآلية لضمان أوسع مشاركة فيها.
ايلاء البحث والدراسات العلمية المتخصصة في الجامعات الاهتمام الكافي وربطه باحتياجات القطاعات الوطنية المختلفة ورصد الموارد اللازمة لذلك.
إيجاد الآليات المناسبة لتشجيع وتحفيز ورعاية الإبداع والتميز ودعم ورعاية الطلبة الموهوبين والمتميزين في الجامعات.
رفع مستوى التعليم على نطاق متوازن في محافظات المملكة كافة.
توجيه نشاطات الأندية الرياضية والملتقيات الثقافية لخدمة مفاهيم المشاركة والاندماج والوحدة الوطنية والتنمية وخدمة المجتمع.
القطاع الخاص-التحدي:
إن المرحلة التي يمر بها الاقتصاد الأردني تتيح للقطاع الخاص القيام بدور المحرك الأساسي للتنمية، الأمر الذي يرتب على هذا القطاع حقوقا وواجبات تؤهله لان يشارك في صنع القرار الاقتصادي والاجتماعي، ومن واجبه أن يسهم بالاستثمار في الإنسان الأردني وزيادة إنتاجيته وتوفير العمل له في مشاريع منتجة ومجدية تنقل التقنية وتوطنها وتطورها وتساهم في رفع سوية الإدارة، وان من شأن كل ذلك مساهمة هذا القطاع الهام في وضع مصالح الوطن على سلم أولوياته وبذلك يكون قد استلهم مفهوم "الأردن أولا".
ان الشوط المتقدم الذي أنجزه القطاع الخاص على طريق المشاركة الاقتصادية، تواجهه جملة تحديات منها ضعف المبادرة واستمرار الركون على الأدوار التي تضطلع بها الحكومات وضعف الإدارة وتفشي بعض مظاهر الفساد والمساس بحقوق المواطنين وأموالهم ونوعية الخدمة المقدمة إليهم.
الإجراءات المقترحة:
تشجيع القطاع الخاص على تفعيل مشاركته في خدمة المجتمع، وزيادة إسهامه في رعاية الأنشطة المختلفة، والتقيد بقيم الوحدة الوطنية ومعايير الكفاءة، والابتعاد عن مختلف مظاهر التمييز.
حث القطاع الخاص على اخذ الدور الرئيس في ربط مخرجات التعليم بمتطلبات سوق العمل من خلال المساهمة في إعداد البرامج التدريبية والتربوية لتأهيل الشباب والشابات الأردنيين وحفزه على الاستثمار المباشر والمستمر في البحث العلمي والدراسات.
إعطاء الأولوية في العمالة والتوظيف للأردنيين والأردنيات والإسهام في تدريبهم وتأهيلهم.
حث القطاع الخاص على الاستثمار في المجالات الاقتصادية الوطنية وخاصة المشاريع التنموية الكبرى.
· الاستمرار في عملية تحديث وتطوير البنية التشريعية والإدارية والقانونية والإجرائية التي تحفز وتشجع الاستثمار الخاص في المرافق الاقتصادية.
عمان في 13 شوال 1423 هجريـة
الموافق 18 كانون الأول 2002 ميلادية