إلي أين ترحلين ...

حين سألتها ...

إلي أين ترحلين ...

أذاهبة أنت دون وداع ؟؟؟

راحلة أنت ومسافرة مع طيور النورس دون سابق إنذار ...

ردت وقالت : يا سيدي ما كان بيننا انتهى ...

سارت تاركة قلاع قلبي التي شيدتها ذات يوم لأجل تلك العيون الـغجرية ...

... سارت ...

وأخذ القلب يتبع خطاها ...

تلتفت تودع قلبي المحتضر ...

تجتاحني نظرتها المنتحرة ...

وفي وجهها الشاحب رأيت نفحات الحب شاردة منها ...

فيا أيتها الشاردة بأعماق فؤادي الممزق ...

لو تدرين يعصرني الحزن والألم ...

ويحرقني بعدك عني ويقتلني الشوق إليك ِ ...

فأنا لم ترهبني عيون امرأة إلا عيناك ِ ...

فأنت من ملكت القلب ... وأعماق الفؤاد ...

غابت وسط الزحام ...

غابت ابتسامتها ولم تترك لي سوى زفرات يائسة ...

وحكمت على قلاعي أن تسكنها طيور الفراق السوداء ...

فماتت الخواطر والقصائد عند أعتاب مدينتي ...

وامتلأ كبد السماء الحبلى سحابات فأمطرت ألما ً وحزنا ....

يحفر في قبري هذا الوجع الدامي ...

وأحسست الأسى بداخلي ...

عبثت بذاكرتي الشجون ...

وأصبح الصمت لي لغة بعدما غابت حكايتي وقصتي التي تغتالني ...

وبقيت وسط سحابات السجائر ...

أموت ببطء في ساعات الغروب ...

أضع رأسي بين راحتي تسيل دموع الحنين غزيرة ...

أشياء كثيرة تتراقص أمام عيني ...

أنت ... المكان ...الزمان ...

تذكرت أول مرة التقينا لأرسو بها عند ميناء قلبك ...

فأفرغ شحنتها من حب وعواطف وإحساس بالوحدة من دونك ...

ومرة أجد نفسي الجريحة في بِؤرة الوحدة ...

فقرارك بعثرني وقتل الأحلام والأماني في صدري ...

سيدتي ارحلي فلن تري في غيري في هذا السراب ...

وحدقي هنا وهناك في الأفق ستجدينني أعيش على ذكراك ِ ....

وسأبقى أناجيك ووسط الزحام أحدثك ِ ...

سأذكرك لأني وشمت حروف اسمك الخمسة في أعماق أوردتي ...

لن أنساك لان ذكراك ستبقى تتأجج في صدري ...

فمن بعدك لمن سأكتب ...

ولمن سأرفع خواطري ومن بعدك أصبحت عاجزا على استجماع شتاتي ...

فأغصاني ليست في ربيع العمر وكل شيء فقد لونه ...

وأصبح باهتا لا حياة فيه بعد أن رحلت وتركتيني في ذروة العذاب ...

ولكن الشيء الوحيد الذي أدركه ...

أنني أنا والعذاب أصدقاء ...